نادر جني

فنان متعدد /ناشط في مجال الكاريكاتير

خرطون: نادرجني

أجرت منصة SUDAN FOR ALL مع بداية أبريل الجاري استفتاء حول (موقفك الشخصي) من الحرب وكان معروضا كالتالي:
• إنهاء الحرب ووقف دمار الوطن
• استمرار الحرب وبل الجنجويد
استمر 48 ساعة وكان مجمل عدد الأصوات 89960 صوتا ورجحت الكفة لوقف الحرب ووقف دمار الوطن
ومع ذلك النتيجة مخيبة للآمال لأن عدد دعاة الحرب كان كبيرا  
59.4 % صوتا لإنهاء الحرب
40.6% صوتا لاستمرار الحرب
عن نفسي شاركت بصوتي لوقف الحرب لاعتقادي أن الحرب لا يمكن أن تقف بالحرب إلا في حالة الدمار الشامل مثلا الحرب العالمية الثانية انتهت بالقنبلة الذرية (دمار شامل). بينما الحرب العالمية الأولى انتهت بالجلوس للتفاوض ووقف الحرب.
Pic1
شاركت منذ بضع سنين قبل ثورة ديسمبر في حملة (DDR) لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في إقليم دارفور
«The disarmament، demobilization and reintegration»
رمزية نزع السلاح لم تكن من الجنود وإنما من فك آلة الدمار الشامل، من جوف سوق السلاح ومن أحصان سماسرة الحروب ومن ظلمات ثلاث: حروب أهلية بداخلها خلافات قبلية بداخلها عصبة متشنجة لمليشيات مسلحة حكومية أو غير حكومية أو لأحزاب مقاتلة.
كانت مشاركتي بمجموعة رسومات مصممة لتنقل عبر الفن رسائل السلام والاندماج في المجتمع وطبعت في (بوسترات) وكتيبات وحتى في (التي شيرت) والقبعات، برعاية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وشارك الفنان شرحبيل أحمد بالغناء للسلام، وصادف أن سألته ماذا ستغني للسلام؟ قال ببساطة وفيما معناه “كل أغنية للحبيبة هي للوطن والسلام”. وقد توسط ساحة الرقص جنودا تم إعادة إدماجهم في المجتمع وسط أنغام عقد الجلاد وشرحبيل وهم يرتدون على صدورهم وظهورهم رسوماتي التي تحمل رسائل سلام سلاح “عافية دارفور”.
سلام سلاح من أجل جنود للسلام يحملون أسلحة الوعي المتنوعة ويمتطون أدواتها مجالدين (طواحين) الحرب التي تكاد تعصف ببلادنا وهي طواحين حديثة قوية قادرة على التهام بلدان بحالها، لكننا أيضا لسنا “سرفانتس” القديم.
Pic2
يرتأى أمامي كاريكاتير موروث عن تمساح ضخم يحاول أن يبتلع رساما، قام الآخر بوضع قلم الرصاص متعارضا بين فكي التمساح والمعنى التمساح لم يعد يستطيع الافتراس بعد الآن، وما أريد قوله إنه مهما كانت آلة الحرب كبيرة يمكن إيقافها بمجهودنا المتواضع الموضوع في الأماكن الصحيحة، مثلا لو وضع الرسام القلم في ذيل التمساح حينها النتائج ستكون كارثية وسيلتهمه خصمه يابسا أو “مبلولا”.
وعموما جل حروب العالم لا تنتهي ب “بل بس” وإنما بالجلوس للحوار واستبدال (الحاء) ب (الميم) السلاح بالسلام.
وهنا يقع على عاتقنا نحن الفنانين ما ينوبنا من جانب النضال الثقافي انطلاقا من مسئولية فردية نحو هدف جماعي لتوطين السلام وجعله مواطنا يمشي بيننا ويتفاعل، يبكي على ما فقدنا، ويستوعب معنا الدروس المستفادة، ويبتسم لحاضرنا
المشرق.
Pic3

المزيد من اعمال الفنان

اعمال الفنانين الاخرى